راغب علامة: أغنيتى الممنوعة «طار البلد» تنبأت بالكارثة.. وبيروت ستعود أجمل

 عاشت بيروت الفترة الماضية مآسى عقب انفجار المرفأ الذى يقع بالجزء الشرقى من خليج سان جورج على ساحل بيروت شمال البحر الأبيض المتوسط وغرب نهر بيروت، ويشكل مركزا لالتقاء القارات الثلاث أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، مما جعل منه ممرا لعبور السفن التجارية بين الشرق والغرب، وخلال السبعينات من القرن العشرين كان هذا المرفأ أهم محطة للتجارة الدولية حتى تضرره فى 4 أغسطس 2020 فى حادث الانفجار الأخير.
وكشف الفنان اللبناني راغب علامة عن الوجع الذى عاشته لبنان، وكل الوطن العربي، وتحدث عن القيادة السياسية المصرية، ودعمها الكامل والدائم لبيروت، كما كشف راغب في حوار له مع مجلة الاذاعة والتلفزيون المصرية ننقلة لكم في السطور التالية، عن الأغنية التى رفض عدد من الإذاعات اللبنانية بثها، وتحمل اسم "طار البلد"، والتي يتنبأ فيها بما حدث، فإلى التفاصيل:

 ما هى رسالة راغب علامة للمسئولين فى لبنان؟
عار عليكم ما فعلتم فى بلدكم ووطنكم، أضعتم لبنان، كذلك مستقبل أبنائه، فسادكم طال الكل، لم يبق شىء فى هذا الوطن لم تفسدوه.

 ماذا عن أغنيتك التى منعت من قبل بعض الإذاعات بلبنان؟
الأغنية اسمها "طار البلد"، سجلتها منذ عام ونصف العام، تنبأت فيها بتلك الكارثة، لكن للأسف أغلب الإذاعات والمحطات التليفزيونية ببيروت رفضت إذاعتها، لأنها تكشف فسادهم، وتفضح مخططاتهم وأهواءهم، وأقول فيها "صار الوقت يا ناس نصرخ على العالى.. ما فى وقت.. طار البلد يا ناس، وين هى العدالة، عم تنطفى الأحلام، والوعى فينا نام عم تصعب الحالة، خلص الحكى، وعم نشتكى، ما فى حد سامع، والمعركة عم تبتدى، صار الوطن واقع، خلص الحكي، ومش بالبكا بيرجع وطن ضائع، بيكفى حكى، بيكفى حكى صار الوطن واقع، زاد القهر، زاد القهر والجوع دقدق على الأبواب، وين العدل؟"، تلك الأغنية أبحث فيها عن العدالة، وأحذر من ضياع الوطن، كل هذه الأمور حكيت عنها قبل عام ونصف العام، لكن للأسف الحقيقة دائما مؤلمة، كنت أصرخ منذ فترة طويلة، ولست وحدى، ضد هذا الفلتان إن جاز التعبير.

 ماذا تتوقع بعد الآن؟
أنا متفائل، أتوقع أن تعود لبنان قوية، عفية، كعادتها، ستخرج بيروت من معاركها منتصرة، أتمنى أن تزول الغمة، فى أقرب وقت، وأن نرى وطننا فى أحسن حال، ويذهب فاسدوه لبئس المصير.

 هل فكرت فى تسجيل أغنية وطنية، بعد انفجار مرفأ بيروت، للتعبير عما حدث، ولتوثيق تلك الكارثة؟
ما حدث لا يحتاج إلى أغنية وطنية، إنما يحتاج لثورة، لأن الأغانى فقدت معانيها فى ظل تلك الكارثة، التى شردت الآلاف من اللبنانين، وراح ضحيتها المئات، غير الجرحى، لذا أرى أن الوقت ليس وقتا للأغانى، إنما للصرخة.

 كيف تصف حجم ماسأة انفجار مرفأ بيروت؟
من وجهه نظرى أنها تعادل 10 سنوات من الحرب الأهلية، التى ذاق اللبنانيون ويلاتها، وآلامها.. هذا الانفجار كان كارثة وجريمة فى حق الشعب اللبنانى لكن استمرار المسئولين، فى حالة بقائهم فى مواقعهم ومناصبهم، سيضيع لبنان.

 كيف تصف القيادة السياسية المصرية، وما بذلته من جهود ومساعدات من أجل لبنان؟
 هذا ليس جديدا، على مصر فهى أرض الكرم، والنبل، وأوجه تحية كبيرة للقيادة السياسية المصرية، بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرورا بالقائمين على الدعم لبيروت وشعبها.. مصر أثبتت أنها أم الدنيا، وليس أم لبنان فقط، على الفور أوجدت مستشفى ميدانيا، لعلاج المصابين، غير المساعدات والإمدادات التى جاءت من القاهرة، وتم فتح جسر جوى بين القاهرة، وبيروت.

 هل تم وضعك فى "البلاك ليست" كما يقولون بسبب أغنية "طار البلد" من قبل بعض المسئولين؟
لم يحدث، لكن تم منع الأغنية، ورفضوا إذاعتها عبر أكبر عدد من الإذاعات والمحطات الوطنية، لأنها تكشف عن وجوه بعضهم القبيحة، وتساءلت تلك الأغنية "وين العدل"، الذى اختفى من بيروت، منذ تولى تلك النخبة الفاسدة الحكم.

 هل بالفعل تم تشريد ثلث شعب لبنان، بسبب هذا الانفجار كما أعلنت بعض الوسائل الإعلامية العربية والغربية؟
أعترف بأن الكارثة كبيرة، لكن أعتقد أن نسبة 5% من الشعب اللبنانى قد أضيرت منها، دون سابق إنذار، كما أن منطقة الأشرفية الملاصقة لهذا المرفأ أضيرت بالكامل، فهى مكتظة بالسكان، لكن سكانها يمتلكون بيوتا أخرى فى الجبال، لذا عادوا لها لحين الانتهاء من إصلاح ما يمكن إصلاحه، كما أن هناك أسرا تم تشريدها بالكامل دون مأوى أو سكن.

 جملة أخيرة لبيروت ست الدنيا كما وصفها نزار قبانى..
"عودى كما كنت وأجمل"، من أجل محبيك، وأبنائك.